وألقى سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري كلمة في بداية الحفل رحب فيها بأصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة، متقدما بالشكر الجزيل لسعادة السيد جون كريستوف بوسال السفير الفرنسي على هذه الدعوة التي توفر منبرا للحديث عن انضمام دولة قطر كعضو مشارك في المنظمة الدولية الفرانكفونية.
وقال وزير الثقافة والفنون والتراث في هذا الصدد: إن أسباب انضمام قطر للمنظمة الفرانكفونية تأتي حرصا منها على تعزيز حوار الحضارات من خلال اتخاذ مبادرات عديدة في هذا الاتجاه، كاستضافة العديد من الندوات والمؤتمرات والفعاليات المختلفة من خارج البلاد، مشيراً إلى أن هذا الانفتاح تجاه الثقافات الأخرى سمح للجيل القطري الحالي بتعلم اللغات المختلفة بما فيها اللغة الفرنسية.
ولفت إلى أهمية تعلم لغة ذات مدى حضاري وثقافي مثل اللغة الفرنسية، رغم أن اللغة الإنجليزية هي أكثر تأثيرا وانتشارا، منوها بأصالة الثقافة الفرنسية وأهمية لغتها، الأمر الذي اعتبره دافعا لبدء عمل مشترك يخلق أرضية للحوار بين الثقافتين العربية والفرنسية.
وأكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث على أن دولة قطر تحرص بشدة على المحافظة على اللغة العربية وترسيخ مكانتها، إلا أنه شدد في الوقت نفسه على أن قطر تنتمي إلى حضارة عريقة وأصيلة تضرب جذورها في التاريخ، وهي الحضارة العربية الإسلامية التي تثق في نفسها ويثبت مسارها التاريخي بأنها لا تخشى التفاعل مع الحضارات الأخرى ولا التأثر أو التأثير مع الحفاظ على روحها وأصالتها.
وأضاف في الشأن نفسه أن منطقة الخليج، التي تشمل قطر، عرفت منذ مئات السنين التعايش والتلاقي مع ثقافات وحضارات مختلفة، وهو ما قد يكون نادرا في مناطق أخرى من العالم، لافتا إلى أن هذا التعايش أصبح عرفا يمكن أن يرشد إلى الطريق باتجاه مبادرات ثنائية ثرية وتعايش سلمي.
وشدد سعادته على أهمية الثقافة واللغة بشكل عام وأثرهما في خدمة العلاقات الدولية، منوها بالدور الاقتصادي الذي تلعبه قطر كمستثمر في البلدان الفرانكفونية، حيث يأتي هذا الانفتاح على اللغة الفرنسية كعامل هام في خدمة العلاقات الثنائية بين قطر وهذه البلدان.
وأضاف: «إن كل هذه العوامل مشتركة دفعتنا إلى تقديم ترشح قطر كعضو مشارك في المنظمة الدولية للفرانكفونية التي تشجع التعدد الثقافي وتلتزم بقيم السلام والتعاون».
وقال سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث في كلمته التي ألقاها خلال حفل احتفال السفارة الفرنسية في دولة قطر باليوم العالمي للفرانكفونية: إن دولة قطر تعمل على دعم مكانة اللغة الفرنسية في مجتمعها جنبا إلى جنب مع اللغة العربية، كما أنها تساهم مع الأشقاء من الدول العربية أعضاء المنظمة الدولية للفرانكفونية في إطلاق حوار مغنٍ ومثمر بين الثقافتين.
ولفت في هذا الشأن إلى الإنجازات التي حققتها دولة قطر والمبادرات التي اتخذتها لدعم مكانة اللغة الفرنسية في البلاد، حيث تم إنشاء العديد من المدارس والجامعات الفرنسية، وتم تعزيز الحضور الإعلامي والسمعي والبصري من خلال إنشاء الإذاعة الفرانكفونية 2011، واستضافة الأسر الفرانكفونية التي تشكل مثالا «رائعا» للتعددية التي تتمسك بها الفرانكفونية، منوها بأن هذه الإنجازات شكلت أحد الأسس لقبول قطر ضمن المنظمة عام 2012.
وأضاف سعادته: «عندما قدمنا في أكتوبر من العام الماضي خلال القمة الرابعة عشرة للفرانكفونية ترشحنا لانضمام قطر كعضو مشارك، لاقينا ردود أفعال حماسية جدا من قبل أشقائنا وأصدقائنا الأعضاء في المنظمة، ويبدو بالفعل أن الطريق كانت ممهدة أمامنا من قبل»، مؤكداً أن هذا الترحيب يأتي للمكانة الكبيرة التي تحتلها دولة قطر الرسمية والعامة- لدى الدول الأعضاء وثقتها في الجدية والإضافة التي سيقدمها هذا الترشح للمنظمة.
وعبر وزير الثقافة والفنون والتراث في ختام كلمته عن إيمان قطر الراسخ بقيم التعددية الثقافية وبالسلم والتعاون، والتي هي قيم المنظمة الدولية للفرانكفونية، آملا أن تلعب بلاده من خلال هذه العضوية دورا هاما في المشاركة في تعزيز هذه القيم على الساحة الدولية والمساهمة في التعاون الفرانكفوني المتعدد الذي تبذله المنظمة.
جدير بالذكر أن المنظمة الدولية الفرانكفونية، والتي تأسست يوم 20 مارس 1970، تضم 75 دولة وحكومة عضو موزعة على قارات العالم الخمس، بينها 19 دولة تتمتع بصفة عضو مراقب، يتشاطرون القيم المشتركة من التضامن لصالح التنمية، واحترام التنوع الثقافي، ودولة القانون والحق، والسلام والديمقراطية. وتقوم المنظمة بمجموعة نشاطات ترويج اللغة الفرنسية، وتعمل من خلال أربع مؤسسات رئيسية، وهي: الوكالة الجامعية للفرنكوفونية AUF - قناة TV5الفضائية - جامعة سنجور Univeristy Senghor- الجمعية الدولية لرؤساء البلديات الناطقة بالفرنسية AIMF. ولا يقتصر دور المنظمة الفرانكفونية على نشر اللغة الفرنسية فحسب، حيث تشارك من خلال مؤسساتها في المؤتمرات الدولية في كافة المجالات، وبخاصة التنمية المستدامة وتفعيل دور المرأة ومشاركتها في الحياة العملية والسياسية، خاصة في الدول الإفريقية، فضلا عن مساعدة الدول الأعضاء على تنظيم الانتخابات واستيعاب بعض مشاريع التنمية الاقتصادية.
وقد تم قبول عضوية دولة قطر كعضو مشارك في المنظمة الدولية للفرانكفونية في أكتوبر 2012، وأعلن يوم 20 مارس من كل عام اليوم العالمي للفرانكفونية.
0 التعليقات:
Post a Comment